لوحات محمد الكرنز مهرجان حياة
تقف صور لوحات محمد الكرنز المدمرة شواهد على محطات في مسيرة فنان عصامي ذاتي التعلم، انطلق من شغفه بالرسم وموهبته الفطرية، ليواصل العمل على تطوير أدواته، وصقل مهاراته، وليعثر عبر الممارسة والتجريب والمثابرة، على لغته الخاصة به ويبلور رؤيته لدوره كفنان في واقع مثل غزة، وللفن الذي يمكن أن يقدمه في مشهد فني خصب ومحتشد بالتجارب المتنوعة.
أعمال محمد الكرنز هي، أيضاً، شاهدة على روح جميلة ومتفائلة ومقاومة تحتفي بالحياة، وعلى نظرة قادرة على القبض على البسيط لكن الحقيقي، وإن كانت لحظة فرح عابرة، أو قفزة في الهواء، لتصير شارة لفرح وقوة لا ينضبان، كما تقبض، بخفة وحب، على ظلال الغياب، وعبق الشهداء. ولو تسنى للفرد رؤية لوحاته مجتمعة، لوجد فيها مهرجاناً ينبض بالحياة كما تعرفها غزة، وكما يصنعها أهلها.
كما يوظّف محمد تقنية التنقيطية وكذلك البقع اللونية في بناء لوحاته ليضخ فيها ذلك القدر الكبير من الجمال والألوان، في مجافاة لمتواليات الرماد والبؤس التي يحاول الاحتلال اسدالها على غزة وأناسها، فإنه كذلك يجعل الأطفال والطبيعة في مركز الكثير من أعماله ليعمق من صفاء تلك الروح الوثابة والمبهجة والمليئة بالاحتمالات. إنها طاقة الحب التي تدفع الفنان لأن يستثمر الكثير من الوقت والصبر في دفع لحظات قد تبدو عادية إلى ذرى الأمل والبهجة والاحتفاء بالحياة.
إلى جانب مئات الأعمال الفنية المدمرة، يمكنكم هنا مشاهدة صور الأعمال الفنية التي فقدها محمد الكرنز بعد أن استهدفت قوات الاحتلال بيته في مخيم البريج أكثر من مرة.
محمود أبو هشهش
كاتب وشاعر مقيم في رام الله
نُشِر بتاريخ ٧-١٢-٢٠٢٤